نائل البرغوثي.. عميد الأسرى يعانق الحرية بعد 44 عامًا في سجون الاحتلال

نائل البرغوثي.. عميد الأسرى يعانق الحرية بعد 44 عامًا في سجون الاحتلال
فلسطينيات

غزة/ الاستقلال

تحرر عميد الأسرى الفلسطينيين، نائل البرغوثي، بعد أكثر من أربعة عقود قضاها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، محملاً بإرث طويل من الصمود والمعاناة.

جاء إطلاق سراحه فجر الخميس، برفقة مئات الأسرى الفلسطينيين، ضمن الدفعة السابعة والأخيرة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وكيان الاحتلال.

على مدار 67 عامًا، أمضى البرغوثي أكثر من 44 عامًا متنقلاً بين زنازين الاحتلال، ليصبح أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية.

مثّل الإفراج عنه لحظة محورية في مسيرة النضال الفلسطيني، إذ جسّد نموذجًا للثبات رغم العقوبات المتكررة التي فرضها الاحتلال، دون أن يتمكن من كسر إرادته.

أُلقي القبض على البرغوثي لأول مرة عام 1978، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد إضافة إلى 18 عامًا، بتهمة تنفيذ عمليات مسلحة، وتشكيل خلايا مقاومة، والانتماء لحركة فتح.

وفي 18 أكتوبر 2011، خرج ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، غير أن فرحته لم تدم طويلًا، إذ أُعيد اعتقاله في 18 يونيو 2014، وصدر بحقه حكم بالسجن 30 شهرًا، قبل أن يُفرض عليه مجددًا حكمه السابق بالمؤبد إضافة إلى 18 عامًا، بذريعة وجود "ملف سري"، وهو ما طال أيضًا عشرات الأسرى المفرج عنهم في الصفقة ذاتها.

وتعرض البرغوثي خلال اعتقاله لسلسلة من الانتهاكات، شملت التنكيل، والعزل، والتعذيب الجسدي والنفسي، وفقًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين.

ودخل البرغوثي موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأقدم أسير سياسي في العالم، إذ سجّل أطول فترة أسر في تاريخ السجون الإسرائيلية.

وخلال سنوات أسره، وجه العديد من الرسائل، مؤكدًا أن "محاولات الاحتلال لطمس إنسانيتنا لن تزيدنا إلا تمسكًا بها"، ومتسائلًا: "لو كان هناك عالم حرّ كما يدّعون، هل كنت سأظل في الأسر حتى اليوم؟".

وأطلقت سلطات الاحتلال سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، اليوم الخميس، بينهم 50 محكومًا بالمؤبد، و60 من أصحاب الأحكام العالية، و47 ممن أُعيد اعتقالهم بعد صفقة "وفاء الأحرار"، إضافة إلى 456 معتقلًا من غزة احتجزوا خلال العدوان الأخير.

وظهر الأسرى المفرج عنهم في حالة صحية متدهورة، إذ بدت على أجسادهم آثار التعذيب والكسور، فضلًا عن معاناتهم من الإهمال الطبي، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول.

وقررت سلطات الاحتلال إبعاد البرغوثي، إلى جانب أسرى آخرين، إلى مصر، بينما منعت زوجته من السفر لاستقباله، وهو الإجراء ذاته الذي فُرض على عائلات أسرى آخرين.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس ودولة الاحتلال حيز التنفيذ، في 19 يناير الماضي،  بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.

ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تمتد كل منها 42 يومًا، تُستأنف خلالها المفاوضات للانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، بهدف إنهاء العدوان.

يأتي هذا الاتفاق بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، متسببًا في استشهاد وإصابة 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 14 ألفًا تحت الأنقاض.

التعليقات : 0

إضافة تعليق